منتديات حاسي فدول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


2 مشترك

    هل نحن من المتوكلين على الله حقا ؟

    avatar
    الثابتي
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 27
    النقاط : 5445
    تاريخ التسجيل : 20/08/2009

    هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Empty هل نحن من المتوكلين على الله حقا ؟

    مُساهمة من طرف الثابتي 7/12/2009, 15:16

    بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على أله و صحبه و من والاه ، أما بعد:

    ....فالتوكل على الله و تفويض الأمر إليه سبحانه ، و تعلق القلوب به جل و
    علا من أعظم الأسباب التي يتحقق بها المطلوب و يندفع بها المكروه ، وتقضى
    الحاجات ، و كلما تمكنت معاني التوكل من القلوب تحقق المقصود أتم تحقيق ،
    و هذا هو حال جميع الأنبياء و المرسلين ، ففي قصة نبي الله إبراهيم – عليه
    السلام – لما قذف في النار روى أنه أتاه جبريل ، يقول : ألك حاجة ؟ قال :
    "أما لك فلا و أما إلى الله فحسبي الله و نعم الوكيل " فكانت النار برداً
    و سلاماً عليه ، و من المعلوم أن جبريل كان بمقدوره أن يطفئ النار بطرف
    جناحه ، و لكن ما تعلق قلب إبراهيم – عليه السلام – بمخلوق في جلب النفع و
    دفع الضر .


    و نفس الكلمة رددها الصحابة الكرام يوم حمراء الأسد – صبيحة يوم أحد – يقول تعالى: (
    الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ
    فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ
    وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ
    لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ )
    " سورة آل عمران : 173 – 174 " .


    و لما توجه نبي الله موسى – عليه السلام – تلقاء مدين (
    وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ
    يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا
    خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا
    شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ
    رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )

    " سورة القصص : 23 – 24 " أوقع حاجته بالله فما شقي ولا خاب ، و تذكر كتب
    التفسير أنه كان ضاوياً ، خاوي البطن ، لم يذق طعاماً منذ ثلاث ليال ، و
    حاجة الإنسان لا تقتصر على الطعام فحسب ، فلما أظهر فقره لله ، و لجأ إليه
    سبحانه بالدعاء ، و علق قلبه به جل في علاه ما تخلفت الإجابة ، يقول تعالى: ( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ )"
    سورة القصص : 25 " وكان هذا الزواج المبارك من ابنة شعيب ، و نفس الأمر
    يتكرر من نبي الله موسى ، فالتوكل سمة بارزة في حياة الأنبياء – عليهم
    السلام – لما سار نبي الله موسى و من آمن معه حذو البحر ، أتبعهم فرعون و
    جنوده بغياً و عدواً ، فكان البحر أمامهم و فرعون خلفهم ، أي إنها هلكة
    محققة ، و لذلك قالت بنو إسرائيل: إنا لمدركون ، قال نبى الله موسى : (كلا
    إن معي ربى سيهدين) قال العلماء : ما كاد يفرغ منها إلا و أُمر أن أضرب
    بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، فكان في ذلك نجاة موسى و
    من آمن معه ، و هلكة فرعون و جنوده ، و لذلك قيل : فوض الأمر إلينا نحن
    أولى بك منك ، إنها كلمة الواثق المطمئن بوعد الله ، الذي يعلم كفاية الله
    لخلقه: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ) " سورة الزمر : 36 "




    ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله عز و جل مع أخذهم بالأسباب الشرعية
    ، فالتوكل كما قال ابن القيم: نصف الدين و النصف الثانى الإنابة ، فإن
    الدين استعانة و عبادة ، فالتوكل هو الاستعانة و الإنابة هي العبادة ، و
    قال أيضاً : التوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من
    أذى الخلق و ظلمهم و عدوانهم ، و قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع
    الإيمان ، و عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : كان أهل اليمن يحجون
    ولا يتزودون و يقولون : نحن المتوكلون ، فإن قدموا مكة سألوا الناس ،
    فأنزل الله تعالى: ) وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
    (
    " سورة البقرة : 197 " وروي أن نبي الله موسى – عليه السلام – كان يقول :
    اللهم لك الحمد و إليك المشتكى و أنت المستعان ، و بك المستغاث و عليك
    التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك . عباد الله إن الله هو الوكيل ، الذي
    يتوكل عليه ، و تفوض الأمور إليه ليأتي بالخير و يدفع الشر .

    من أسماء الرسول :المتوكل
    و من أسماء رسول الله صلى الله عليه و سلم " المتوكل " كما في الحديث: [size=12]" و سميتك المتوكل "
    .و إنما قيل له ذلك لقناعته باليسير و الصبر على ما كان يكره ، و صدق
    اعتماد قلبه على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار من أمور
    الدنيا و الأخرة و كلة الأمور كلها إليه، و تحقيق الإيمان بأنه لا يعطي
    ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه ، و لكم في نبيكم أسوة حسنة و قدوة طيبة ،
    فلابد من الثقة بما عند الله و اليأس عما في أيدي الناس ، و أن تكون بما
    في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، و إلا فمن الذي سأل الله عز وجل فلم
    يعطه ، و دعاه فلم يجبه و توكل عليه فلم يكفه ، أووثق به فلم ينجه؟ إن
    العبد لا يؤتى إلا من قبل نفسه ، و بسبب سوء ظنه ، و في الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي ما شاء " و الجزاء من جنس العمل ، فأحسنوا الظن بربكم و توكلوا عليه تفلحوا ، فإن الله يحب المتوكلين .

    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    avatar
    زائر
    زائر


    هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Empty رد: هل نحن من المتوكلين على الله حقا ؟

    مُساهمة من طرف زائر 8/12/2009, 04:56

    شكرا لك
    zakilouchi
    zakilouchi
    عضو فعال
    عضو فعال


    ذكر
    عدد المساهمات : 401
    النقاط : 5792
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009
    العمر : 41
    مزاجي : هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Bookwo11
    المهنة : هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Collec10
    الهواية : هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Sports10
    علم الدولة : هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Male_a11
    الاوسمة : هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Member

    هل نحن من المتوكلين على الله حقا  ؟ Empty رد: هل نحن من المتوكلين على الله حقا ؟

    مُساهمة من طرف zakilouchi 10/12/2009, 23:12

    مشكوور اخي على الموضوع الجميل

      الوقت/التاريخ الآن هو 7/5/2024, 14:53