نشيد الصحراء أو لامية العرب هي قصيدة مشهورة لأحد أشهر الشعراء الصعاليك ( الشنفرى ) وبما أن الكثير منا لا يعرفها إرتأيت أن أضعها بين أيديكم لتستفيدوا منها .
للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .
أقيموا بني أمي ، صـدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سواكم لأميلُ !
فقد حـمت الحـاجـاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خـاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـيقٌ على أمرئٍ
سَـرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهـلول وَعَـرفــاءُ جـيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ السـرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باسـلٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســلُ
وإن مـدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْـطـَةٌ عن تفضــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضــلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جـازياً
بِحُســى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصـحـابٍ : فؤادٌ مشـيعٌ ،
وأبيضُ إصـليتٌ ، وصـفراءُ عيطلُ
هَـــــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـــزيـــنها
رصـائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السـهمُ ، حَنَّتْ كأنها
مُـرَزَّأةٌ ، ثــــكـلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولســتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُــــجَـدَعَةً سُـقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِهِ
يُطـالعها في شأنه كيف يفعـلُ
ولا خَرِقٍ هَيْـقٍ ، كأن فُؤَادهُ
يَظَـــــــــلُّ به الكَّـاءُ يعلو ويَسْـفُلُ ،
ولا خـالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
يــــروحُ ويـــغـدو ، داهــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ
ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـتاجَ ، أعزلُ
ولســــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العســيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناســمي
تطـاير منه قــادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجـــوعِ حتى أُمِيتهُ ،
وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــفحاً ، فأذهَلُ
وأسـتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ ، من الطَّـوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشــربٌ
يُعــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفسـاً مُرةً لا تقيمُ بي
على الضــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص االجوايا ، كما انطوتْ
خُــيـُوطَــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـيدِ كما غدا
أزلُّ تـــهاداه التَّــنــائِـفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيـحَ ، هـافياً
يخُـوتُ بأذناب الشِّـعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـوتُ من حيث أمَّهُ
دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـوهِ ، كأنها
قِداحٌ بكفيَّ ياسِـرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْـرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّــلُ
فَـــضَــجَّ ، وضـجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّسـتْ بهِ
مَــــرَامـيلُ عَـزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِـلُ
شَكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
و لَلصَّــبرُ ، إن لم ينفع الشـكوُ أجملُ!
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُـلُّها ،
على نَكَـظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُـــجْــــمِلُ
وتشربُ أسـآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
سرت قـرباً ، أحـناؤها تتصــلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــدَلَتْ
وَشَمــَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
يُباشـرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَـلُ
كأن وغـاهــا ، ــجــرتيهِ وحولهُ
أضاميمُ من سَـفْرِ القـــبائلِ ، نُـزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَمَّها
كما ضَــمَّ أذواد الأضاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
مع الصُّـبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها
بأهـدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُــحَّلُ ؛
وأعدلُ مَـــنحـوضاً كأن فصُـوصَـــهُ
كِعَابٌ دحاها لاعـبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ
لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ !
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ،
عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ ،
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،
حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ
عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها
تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً
على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما
يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى
ســـــــــــــــــــــــــــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها
وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي
سُـــــــــــــــــــــــــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــــــواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
وعُـــــــــــــــــــــــدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَــــــــــــــــــــــــــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ
فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَــــــــــــــــــــــــــارقاً
وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ
ولا ســـــــــــــــــــــــــتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــــنِ والفَلْى عُهْدُهُ
له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهـــــــــــــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً
على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها
عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني
مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ
للشنفرى المتوفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - أي الشنفرى - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال .
أقيموا بني أمي ، صـدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سواكم لأميلُ !
فقد حـمت الحـاجـاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خـاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـيقٌ على أمرئٍ
سَـرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهـلول وَعَـرفــاءُ جـيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ السـرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باسـلٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســلُ
وإن مـدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْـطـَةٌ عن تفضــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضــلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جـازياً
بِحُســى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصـحـابٍ : فؤادٌ مشـيعٌ ،
وأبيضُ إصـليتٌ ، وصـفراءُ عيطلُ
هَـــــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـــزيـــنها
رصـائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السـهمُ ، حَنَّتْ كأنها
مُـرَزَّأةٌ ، ثــــكـلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولســتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ
مُــــجَـدَعَةً سُـقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِهِ
يُطـالعها في شأنه كيف يفعـلُ
ولا خَرِقٍ هَيْـقٍ ، كأن فُؤَادهُ
يَظَـــــــــلُّ به الكَّـاءُ يعلو ويَسْـفُلُ ،
ولا خـالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،
يــــروحُ ويـــغـدو ، داهــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ
ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـتاجَ ، أعزلُ
ولســــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت
هدى الهوجلِ العســيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناســمي
تطـاير منه قــادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجـــوعِ حتى أُمِيتهُ ،
وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــفحاً ، فأذهَلُ
وأسـتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ
عَليَّ ، من الطَّـوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشــربٌ
يُعــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفسـاً مُرةً لا تقيمُ بي
على الضــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص االجوايا ، كما انطوتْ
خُــيـُوطَــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـيدِ كما غدا
أزلُّ تـــهاداه التَّــنــائِـفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيـحَ ، هـافياً
يخُـوتُ بأذناب الشِّـعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـوتُ من حيث أمَّهُ
دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـوهِ ، كأنها
قِداحٌ بكفيَّ ياسِـرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْـرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ
مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــامٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها
شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّــلُ
فَـــضَــجَّ ، وضـجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها
وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّسـتْ بهِ
مَــــرَامـيلُ عَـزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِـلُ
شَكا وشـكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت
و لَلصَّــبرُ ، إن لم ينفع الشـكوُ أجملُ!
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُـلُّها ،
على نَكَـظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُـــجْــــمِلُ
وتشربُ أسـآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما
سرت قـرباً ، أحـناؤها تتصــلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــدَلَتْ
وَشَمــَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ
يُباشـرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَـلُ
كأن وغـاهــا ، ــجــرتيهِ وحولهُ
أضاميمُ من سَـفْرِ القـــبائلِ ، نُـزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَمَّها
كما ضَــمَّ أذواد الأضاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،
مع الصُّـبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها
بأهـدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُــحَّلُ ؛
وأعدلُ مَـــنحـوضاً كأن فصُـوصَـــهُ
كِعَابٌ دحاها لاعـبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ
لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ !
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ،
عَــــــقِــــــيـــرَتـُهُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ ،
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،
حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ
عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها
تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً
على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه
على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما
يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَــــــــــــــــــــــــــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ
ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى
ســـــــــــــــــــــــــــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها
وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي
سُـــــــــــــــــــــــــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــــــواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً
وعُـــــــــــــــــــــــدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً
فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَــــــــــــــــــــــــــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا
فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ
فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَــــــــــــــــــــــــــارقاً
وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،
أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ
ولا ســـــــــــــــــــــــــتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ
لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــــنِ والفَلْى عُهْدُهُ
له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ
بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهـــــــــــــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً
على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها
عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني
مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ
عدل سابقا من قبل صاد ألف في 6/5/2009, 23:46 عدل 1 مرات