منتديات حاسي فدول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


5 مشترك

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    احمد
    احمد
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر
    عدد المساهمات : 48
    النقاط : 5631
    تاريخ التسجيل : 25/02/2009
    العمر : 34

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Empty العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    مُساهمة من طرف احمد 7/12/2009, 02:58

    يجنح بعض الكتب فيما يخص العلاقة الزوجية إلى اعتماد منهج يصور الحياة الزوجية الصحيحة على أنها جنة الله في الأرض، احترام متبادل، حب ودفء في المشاعر، رعاية للصغار، احترام للأقارب، وحدة وتجانس في كل شيء في الأفكار والأمزجة وحتى في علاقة الفراش، وأنه إذا لم تتوافر المعاني بتلك الدرجة في المثالية فإن الحياة ربما تتحول إلى جحيم لا يطاق فما العمل وما الحل؟

    الفهم الصحيح هو الحل:
    فالحياة الزوجية ليست لحظات متلاحقة من بث الشوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر إنما أيضًا 'ثلاث وجبات كل يوم' و'هل فكرت في إخراج وعاء القمامة أيتها الزوجة؟'.

    صحيح أن الحب هو أساس العلاقة الزوجية، ولكن ليس هو كل شيء، فيجانبه أمور كثيرة تتعلق بالحياة والمعيشة، وليس لنا أن نلوم الزوج السعيد إذا ما رأيناه يكرس وقتًا كثيرًا لعمله، فهو يلتمس مسئولياته الجديدة ويريد أن ينجح، وخير للمرأة أن تقول لنفسها إن تصرفه حيالها على ما فيه من عدم اكتراث ظاهر، دليل على أنها أصبحت في نظره رفيقًا مألوفًا ومريحًا، وأنه بات واثقًا من أن علاقته بها غدت من الرسوخ بحيث لم تعد بحاجة إلى تدليل مستمر وإبداء دائم لتعلقه بشخصها'.


    هل كل البيوت تبنى على الحب؟
    ونحن هنا نتساءل ماذا لو كان عنصر الحب ضعيفًا في العلاقة الزوجية أو انتفى .. هل يهدم البيت ويحدث الانفصال؟ أم يتعايش الزوجان بواقعية؟
    يرد على السؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء رجل يستشيره في طلاق امرأته، فقال له عمر: لا تفعل، فقال الرجل: ولكني لا أحبها قال عمر رضي الله عنه: ويحك وكم من البيوت يبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟
    وهنا ويقصد عمر رضي الله عنه أن البيوت إذا عز عليها أن تبنى على الحب فهي خليقة أن تبنى على ركنين آخرين شديدين هما:

    1ـ الرعايــة:
    التي تثبت الراحم في جوانبها ويتكافل بها أهلها البيت في معرفة ما لهم وما عليهم من الحقوق والواجبات.

    2ـ التذمـــم:
    وهو التحرج من أن يصبح الرجل مصدرًا لتفريق الشمل وتقويض البيت وشقوة الأولاد، وما قد يأتي من وراء هذه السيئات من نكد العيش وسوء المصير.


    وفي رواية أخرى قال عمر لامرأة تبغض زوجها وتقول له ذلك: 'بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل ـ أي تقول القول الجميل ـ فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الإحسان والإسلام'.

    نعم: البيوت تحتاج إلى المجاملة والمداراة والمسامحة أحيانًا كثيرة، حتى وإن كان الرجل يحب زوجته وزوجته تحبه؛ لأن الحب يمر بأوقات فتور، وإنما يزكيه الكلام الطيب والمجاملة والمديح والثناء على المحبوب.

    وقول عمر بن الخطاب 'فليس كل البيوت تبنى على الحب' يعني أن هناك رسالة عظيمة للبيت المسلم ألا وهي تربية الأبناء وتقويم سلوكهم والعبور بهم إلى بر الأمان، والعشرة بين الرجل وزوجته على العسر واليسر والحلو والمر، كل هذا يقوي الرابطة الزوجية ويجعل منها رباطًا قويًا لا تنفصم عراه بسهولة.

    هذا هو مبدأ الواقعية في الحياة الزوجية.
    ما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم 'الحب' وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ويبيحون به الانفصال بينا لزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية بل خيانة الزوجة لزوجها أليست لا تحبه؟ وخيانة الزوج لزوجته أليس لا يحبها؟ وما يهجس في هذه النفوس التافهة الصغيرة معنى أكبر من نزوة العاطفة الصغيرة المتقلبة، ونزوة الميل الحيواني المسعور .. ومن المؤكد أنه لا يخطر لهم أن في الحياة من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال، ما هو أكبر وأعظم من هذا الذي يتشدقون به في تصور هابط هزيل .. ومن المؤكد طبعًا أنه لا يخطر لهم على خاطر .. الله .. فهم بعيدون عنه في جاهليتهم المزروعة فما تستشعر قلوبهم ما
    يقول الله تعالى: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} [النساء:19].

    * العلاقة الزوجية تنمو بالأحداث اليومية:
    إن العلاقة الزوجية لا تنمو نموًا صحيًا بمجرد تقديم هدية هنا أو باقة ورد وقت المناسبات، وإنما تنمو من خلال الحديث اليومي سيؤثر تأثيرًا عميقًا في شعور الزوج تجاه الزوج الآخر.

    حب الزواج أقل خيالية وأكثر عمقًا في واقع الحياة [وهذا هو الحب الواقعي] إن الحب يكبر مع كبر الزوجين، ومع مواجهتهما لمشكلات الحياة وتحدياتها، ومع اشتراكهما معًا في التغيير والتكيف مع علاقتهما المتغيرة باستمرار.

    وهناك من الأزواج من قد يعاني من الصعوبات حتى يصل كل منهما في محبته أن يعتقد أن الحب قد اختفى وزال تمامًا، إلا أن كل طرف منهما لا يدرك أن سبب شعوره هذا هو المرحلة التي هما فيها، وأن هناك الكثير من العلاقات الزوجية ممن يصل طرفاها لهذا المستوى ثم يتجاوزانه إلى اكتشافه في نوعية ناضجة ومتميزة من الحب، فيمكن للأزواج من خلال مواجهة التحديات والاختلافات بوعي ورعاية، ومن خلال تطبيق مهارات الكلام والاستماع أن يبدءا برحلة شيقة وبناء نوع جديد من العلاقة العاطفية.

    وقد وجدت بعض الأبحاث أنه كلما بذل الزوجان جهدًا لتجاوز خلافاتهما، كلما ساعد هذا كلاهما على النمو الفردي، وهذا بدوره يزيدهما قدرة عل النجاة الاستمرار ونحن نرى أن الحياة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه.

    عندما تذكر أنفسنا أن الحياة ليست مثالية وليست مجردة من المتاعب فإننا بهذه النظرة نكون أكثر قدرة على التعامل مع التحديات بعقل وحكمة.
    وفي الحقيقة فإنك حين تذكر نفسك دائمًا بحتمية المشكلات التي تتعامل معها، فإن ذلك لن يجعل حياتك مثالية، ولكن ذلك يضع الأمور في جو أكثر صحة، ويجعل الحياة تبدو أقل ازدحامًا بالمشاكل.

    خلاصة القول هي:
    إنه من الخطورة بمجال أن نجعل العلاقة الزوجية التي هي قوام البشرية وكأنها طلاسم وبحار عميقة لا يخوض غمارها إلا الفارس المغوار، وهذا من التكلف فالموضوع أسهل من ذلك بكثير، والمتأمل في القرآن الكريم يجده قد وضع القواعد الضابطة لهذه العلاقة بأوضح عبارة وأوجزها، وتراه يستخدم العبارات الموصية المؤدية للمعاني بطريقة حانية صافية، فتراه يتحدث عن المودة والرحمة والسكن، وكيف أن المرأة لباس الرجل، وأهمية أن يقدم الرجل لنفسه مع أهله، وكيف يربي لقمان ابنه وكيف يبر الأبناء بالأباء، وكيف تكون النفقة، وكيف يكون الخلاف وكذلك العقاب، وكيف تبدأ الحياة الزوجية وكيف تنتهي والكثير والكثير.
    والذي يفسر ذلك بوضوح وجلاء تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وكيف تتصور مجتمع الصحابة تصورًا صحيحًا يتعامل مع الآيات والأحاديث والنفس الإنسانية أيما تعامل، وإن كنا لا نرى بأسًا في أن يتعلم الإنسان بعض الأمور التي تمكنه من جعله سعيدًا مع أهله ويتفن فن السعادة حتى يحولها إلى عادة ولكن الذي ننهى عنه هو الإغراق في النظريات والفلسفات والتقعر والإسفاف عند الكلام في هذه الأمور، فكيف نجعل الأمر الفطري الذي غرسه الله في أنفسنا جميعًا ورجالاً ونساء بهذه الصعوبة، فالمرأة تحب الرجل والرجل يحب المرأة، وهذا فطري ولكل واحد منهما طباع وتفاهمها وتفهمهما لبعضهما هو مفتاح النجاح .
    avatar
    نورة
    عضو جديد
    عضو جديد


    انثى
    عدد المساهمات : 2
    النقاط : 5533
    تاريخ التسجيل : 05/03/2009
    علم الدولة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Female11

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Empty رد: العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    مُساهمة من طرف نورة 7/12/2009, 16:12

    مشكور على هذا التفصيل جعل الله ذلك في ميزان حسناتك
    zakilouchi
    zakilouchi
    عضو فعال
    عضو فعال


    ذكر
    عدد المساهمات : 401
    النقاط : 5781
    تاريخ التسجيل : 22/11/2009
    العمر : 41
    مزاجي : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Bookwo11
    المهنة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Collec10
    الهواية : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Sports10
    علم الدولة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Male_a11
    الاوسمة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Member

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Empty رد: العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    مُساهمة من طرف zakilouchi 10/12/2009, 23:15

    مولى النية لا ما ربح يسلك على خير
    DE DE
    DE DE
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر
    عدد المساهمات : 58
    النقاط : 5316
    تاريخ التسجيل : 26/12/2009
    العمر : 35
    مزاجي : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية 110
    المهنة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Studen10
    الهواية : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Sports10
    علم الدولة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Male_a11

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Empty رد: العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    مُساهمة من طرف DE DE 30/12/2009, 14:37

    شكرا أخي الكريم فالحية ليست مثالية كما يتوقعها البعض ولن تكون كذلك العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية 931926
    شيماء
    شيماء
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    انثى
    عدد المساهمات : 46
    النقاط : 5632
    تاريخ التسجيل : 02/03/2009
    مزاجي : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية 110
    المهنة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Unknow10
    علم الدولة : العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Female11

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية Empty رد: العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية

    مُساهمة من طرف شيماء 30/12/2009, 19:48

    العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية 847596 العلاقة الزوجية بين المثالية والواقعية 437533

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/4/2024, 10:47